حينما قلت انني زعلان من الرئيس كانت مسار تعجب و استغراب و اتهام و لم يسألني احد ابدا لماذا .. كانت العبارة غريبة و عجيبة و غير مألوفة و لكن
كنت طوال عمري ضد التخلف و التطرف و الرجعية و الإرهاب و ربما الفساد اقل سنة
كنا نخشي دائما من اللعب بالدين و المتاجرة بالدين و الحكم بالدين
و قد سقطت مصر في 25 يناير و بفعل و فاعل و ليس بمظاهرة محدودة بميدان التحرير
كانت مؤامرة يشارك فيها اطراف داخلية و خارجية و عملية مخابراتية كاملة برعاية أمريكية إسرائيلية و غربية كاملة .
و اعتقد ان ما حدث من ازاحة عمر سليمان
كانت البداية
و لن اتناول هذا الموضوع اليوم
و لكن ما حدث بعدها حتي تحققت اقصي مخاوفنا و كوابيسنا قد تحقق من خلال خطوات معروفة و مدروسة و بمباركة شاملة حتي من بعض المهيمنين علي السلطة و قتها و خاصة طنطاوي و عنان
الذين سلموا البلد و الحكم الي الاخوان تسليم مفتاح ليعثوا فيها و يعبثوا في مصر العزيزة الغالية مصر التي عرفت الايمان و عرفت الله قبل الأنبياء و المرسلين
مصر التي كتب التاريخ علي اسمها
مصر مهد الحضارة و العلم و الفن
مصر التي لم تكتشف بعد
مصر التي تنهب و تحلب و تسرق منذ بدء الخليقة
مصر التي عبرها قوي ظلامية و استعمارية و شرقية و غربية و لا تزال حية صامدة قوية شامخة بقوة الله تعالي
و كانت الدنيا ظلاما حولنا
و جاء الإخوان والسلفيين و كل التيارات الضالة الغريبة النافقة ليحكموا مصر و يكتفوا مصر و يقتلوا مصر
حتي ظهر ضوء خافت من بعيد و امل للمصريين و المقهوريين و المظلومين
و ان تمسكنا به و حرضناه علي الثورة و الخلاص و القيام و مشينا في الارض نعلنها هذا هو النور و هذه الحقيقة و تلك امانيكم و ان الله لن يترك مصر
كنا نظن خيرا و لا زلنا
جاء الرجل السيسي و اظنه كان مترددا وجلا و عابسا و كان يعرف ان البديل هو الاعدام او القتل
و لكن خرج 40 مليون مصري يزلزلون الارض و من عليها خرج الناس جميعا يهتفون قم و ثور و انقذ مصر و شعب مصر
و قد كان و هو حدث تاريخي بالفعل
كانت الأماني و الامال و الأحلام و الورد و الياسمين و ضحكات الأطفال البريئة و دعوات الامهات و رقصات الستات في الشوارع و الحواري و الريف و المدن
و صيحات الرجال و هتاف الشباب
مصر عادت شمسك الذهب
كانت مطالبنا مشروعة و كانت كلماتك بكل بساطتها تفتح الأبواب و الطرق
و طالبت الملايين بالعمل و الجهد و الصبر
تصورنا يا سيادة الرئيس
انك تعد بالديمقراطية و الحرية و حق الناس في الحياة و الصحة و العلم
انك سوف تبني و تنشئ و تعمر من اجل الناس
ان احدا لن يقتل المصريين من الجوع و العطش و الحرمان
انك سوف تقيم المصانع و المعامل و تصلح كل ما فات
انك سوف تستصلح الأراضي و تغزو الصحراء و تقيم مصر اخري تسعي البشر
انك سوف تستثمر في البشر لا الحجر
طالبت اموال من أجل قنوات السويس خرجت الملايين تقدم لكم المليارات بكل السبل و هو امر لو تعلمون عظيم
كنا ننتظر منك الكثير
و لكن
ما حدث لم يجب رجاء و لم يمسح دمع و لم يبرد نار
مات ابناء مصر من الجنود و الضباط في حرب غير مفهومة و غير محدودة مع عدو غير مرئي و لا منظور
و دخل المعارضين من الشباب و البنات و الرجال و النساء و الشيوخ الي السجون لاتفه الاشياء
و كأنك تعمل من اجل الأغنياء و الاثرياء
و ضاقت الارض بمن عليها
و ارتفعت الأسعار الي ما لا يتخيله احد و شح الدخل
و عومت و خفضت و قتلت الجنيه بتعليمات البنك الدولي و صندوق النقد الدولي في ليلة و ضحاها و دون سبب مقنع و سط هتاف و تصفيق جوقة من الخونة و المتأمرين و النصابين و الغريب ايها الرمز المصري العظيم ان تأخذ بكلامهم
نعم تبني انت و من اختارته رئيس الوزراء و وزير الاسكان و هو امر غريب و عجيب
تبنوا لمن و اين و بكم
و لا تسأل عن ديمقراطية و برلمان ولد من رحم اجهزة سيادية و كل من فيه يعمل من اجل مصالحه و اعماله و اولاده و رئيس برلمان لا يجيد العربية
لقد طالبناك ان تغير وزراء السيادة لاننا كنا نري الاهمال و الفوضي و التقاعس حتي حدثت مصائب وكوارث
التعليم ينحدر من اسفل الي اسفل و غيلان الدروس الخصوصية و المدارس الخاصة
و جامعات تخرج من لا يصلح لسوق العمل و لا يتناسب و بطالة بالملايين علي القهاوي و الكافيهات
و انتشار واسع للمخدرات تحت سمع و بصر الدولة
مستشفيات قذرة و معاملة وسخة و اهمال غريب
بناء علي ارض الدولة و الارض الزراعية بالتعاون مع البرلمان و الحكومة
و حكم محلي فاسد و مرتشي و قذر
لماذا زعلت من الرئيس
كان لدينا امل و حلم
و لكنه لم يتحقق
طبعا انا حريص علي الدولة و علي مصر التي احبها و اعشقها مثلكم جميعا
و انا مع الرئيس كنت و لا زلت و لكن وقفة مع الرئيس
اقول كلمة حق يراد بها حق
ليس لي غرض و لا مصلحة
و لست حريص علي مكانة او كرسي زائل
و لكن كلمة و فقط
رب اشرح لي صدري و يسر لي امري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي
اسامه كامل
القاهرة 30 يونيو 2018
|